Monday, December 25, 2006

كلمة قبول الرئاسة

كلمة قبول الرئاسة

أخواتي وإخواني الأعزاء, السلام عليكم ورحمة الله
أما بعد فكلمتي هذه أوجهها إلي جميع المصريين الأمريكيين بهيوستون وضواحيها, الحاضرين منهم والغائبين, المسلمين منهم والمسيحيين, فنحن جميعآ إخوان, والدين لله, والوطن للجميع . لا فرق ولا فرقة ولافراق.
أما بعد, فقد وليت أمركم وما أنا بخيركم, وأنا علي يقين بأن هناك منكم من يفوقني علمآ وإدارة, وقوة وجلدا, وهذه جمعيتكم جميعآ وليست لفرد أوفئة, وقد قبلت هذه المسئولية الكبيرة علي هذا الأساس, ولذا فإني أطلب منكم العون بعد طلبي من الله, فبدونكم لا أقوى ولا أكون, ولا تكون هناك جمعية, وإني إذ أشفق علي نفسي من حمل هذه المسئولية, لرؤياي مصرتترقب وتدعو لنا بالنجاح, فلنتعاون جميعآ ونتحد, ولنتآلف ونتقارب, ونراقب ما نفعل وما نقول, لكي يشعر أولادنا أننا متماسكون, ولينشأوا علي حب مصر وما تمثله من حضارة عريقة تمتد لآلاف السنين, ومبادئ سامية بنيت علي حكمة ودين, ونكون عنوانآ لذلك في نظر إخواننا العرب والأمريكيين, ولا ننطوي علي أنفسنا ونتوقف, بل نندمج في المجتمع ونتفاعل معه, ونبرهن قدرة المصري علي التطور والتقدم والبناء, ونجذب الآخرين إلينا بجديتنا في العمل, وأمانتنا في المعاملة, وحفظنا للجار, وحبنا للسلام. هكذا كانت مصر, وهكذا نكون.
أخواتي وإخواني, لست معصوما من الخطأ فأنا إنسان. فمن رأي منكم فيََََّ عيبآ فليصلحه, فواجب عليكم البلاغ وواجب علي الإستماع, وقد قال عمرٌ " رحم الله إمرءآ أهدي إلي عيوبي". ما أجملها عبرة!! إن الإنسان لا يهدي إلآ من أحب, ففي الإهداء معزة, والمهدي إليه يتقبل هذه الهدية إن كانت خالصة مخلصة, ولِتكون كذلك يجب أن تكون بين المرء ومن أحب, حينئذ تكون نصيحة , أما إذا سرد العيب علي الملأ فإنه يصبح فضيحة. ولذا فمن أراد الإصلاح فليتوخي ذلك, وأُفَضِل أن الرأي يكون مكتوبا, فلا يكون هناك لبس في الفهم, وكذلك يمكنني عرضه علي مجلس الإدارة لأخذ الرأي, "فأمرهم شوري بينهم" ولتعلم أنك أديت الأمانة بتبليغها, وعلينا حملها. إذا لم يوافق علي رأيك فلن يضيرك هذا ويجب ألآ يغضبك, فهناك أكثر من طريق إلي روما.
إلي شبابنا لي كلمة, هذه جمعيتكم, ونحن نقدم يدنا إليكم ندعوكم للإشتراك معنا بالرأي والعمل, فأنتم جناح الجمعية ومستقبلها, كما أسأل السيدات بتكوين الجناح الآخر للجمعية, فبهذين الجناحين تحلق الجمعية إلي آفاق جديدة إن شاء الله.
لي كلمة أخيرة أوجهها إلي من ترك مصر وبفمه مرارة, أقول له لتعفو ولتسامح ولتذكر خير مصر, فيها ترعرعت وتعلمت بالمجان, ومن له أبناء هنا في أمريكا يقدر تمامآ هذا العبأ المكلف. وليكن نصب عينيك أن مصر,علي ضعف حالها وقلة إمكانياتها, قد أعطت وما ضنت, ولتقل كما قال شاعر مصر أحمدشوقي عندما ترك مصر-ليس مهاجرآ وبمحض إرادته- بل منفيآ عنها:
بلدي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا عليَََََ كرام
وليكن حبك لمصر كما عبرتُ أنا عنه "قلبي معلق بك يامصر, ما رأيت جمالآ إلآ وتمنيته لك, وما رأيت قبحآ إلا وتذكرت جمالك."
أقول قولي هذا وأتمني لكم التوفيق والنحاح, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د. عزت أبوالعيش هيوستون في 9 ديبسمبر 2006

No comments: